من منا لم تترك فيه قصص قبل النوم أثرا كبيرًا، وخصوصا تلك القصة الشهيرة عن الأرنب والسلحفاة هذه الحكايات ظلت محفورة في ذاكرتنا حتى اليوم، وما زالت تسكن قلوبنا رغم مرور الزمن. إن قراءة القصص القصيرة للأطفال قبل النوم تلعب دورًا مهمًا في تنمية خيالهم، كما تُعد وسيلة فعّالة لنقل القيم التربوية والحِكم بطريقة لا تُنسى.
القراءة بشكل عام تعتبر عادة أساسية في مختلف مراحل حياتنا، ومن الضروري أن نغرس حبها في نفوس أطفالنا منذ الصغر. ومع تطور التكنولوجيا ووجود الإنترنت والأجهزة الذكية، أصبح من السهل العثور على هذه القصص وقراءتها للأطفال دون الحاجة إلى شراء الكتب الورقية.
قصه قصيرة- قصة الماعزان
قصة الماعزان |
في أحد الأيام، اتفق الماعزان الذهاب في نزهة إلى قرية مجاورة. وأينما ذهب الماعز الأبيض، تبعه الماعز الأسود محاولًا سبقه في كل خطوة. إذا وقف الأبيض تحت شجرة للاستراحة، كان الأسود يسرع نحوه ويحاول أن يسبقه إليها، وكأنهما في سباق دائم.
وبعد وقت من السير في القرية، وصلا إلى نهر جميل يتوسطه جسر خشبي ضيق للغاية، لا يتسع إلا لماعز واحد في كل مرة. أراد كلاهما عبور النهر أولًا، فركضا نحو الجسر في نفس اللحظة. وعندما التقيا في منتصف الجسر، بدأ كل منهما يدفع الآخر، متشاجرين على من له الأحقية في المرور أولًا.
استمرت مشاجرتهما لفترة، حتى بدأت الاهتزازات تزداد على الجسر الضيق. لم يتحمل الجسر وزن الماعزين وهو يهتز من صراعهما، فانهار وسقط بهما في النهر. انتهى بهما الأمر غارقين، خاسرين النهر والجسر ونزهتهما.
العبرة من القصة: المنافسة لا تكون بالشجار أو الغيرة، بل بالتعاون والتفاهم. الشجار والمنافسة غير الصحية يؤديان إلى الخسارة للطرفين.
قصة الراعي الكذاب ولخرفان
قصة الراعي الكذاب |
كان يا ما كان في قديم الزمان، في قرية جميلة خضراء، عاش راع يرعى أغنامه. كانت هذه القرية معروفة بصدق أهلها وطيبة قلوبهم، حيث اشتهر سكانها بحبهم لمساعدة بعضهم البعض وكرم أخلاقهم. لكن الراعي لم يكن على نفس الدرجة من الأخلاق، إذ كان يحب الخداع والمزاح، ويرى في الحيل والخدع وسيلة ممتعة للتسلية.
في إحدى الليالي، بينما كان الراعي جالسًا وحده يحرس أغنامه، شعر بالوحدة والملل في ظلمة الليل الطويل. فجاءته فكرة لإضفاء بعض التسلية على وقته. قرر أن يختلق خدعة ليضحك بها. وقف فجأة وأخذ يصيح بأعلى صوته يا أهل القرية ساعدوني النجدة! النجدة الذئب يأكل الأغنام الذئب يأكل الأغنام.
استيقظ جميع سكان القرية مفزوعين من صراخ الراعي، وهرعوا مسرعين حاملين العصي بأيديهم لإنقاذ الأغنام. لكن عندما وصلوا إلى المكان، وجدوا الراعي يضحك قائلاً: "لقد خدعتكم! لا يوجد ذئب.
نظر إليه السكان بغضب وقالوا ما المضحك في هذا لقد أيقظتنا من نومنا مرعوبين الكذب ليس أمرًا مسليًا، وكيف تجد المتعة في تخويف الناس.
لكن الراعي لم يأبه لنصائحهم واستمر في عادته السيئة. أعاد الخدعة ثلاث ليالٍ متتالية، وفي كل مرة كان السكان يسارعون لإنقاذه خوفًا عليه وعلى أغنامه. وعندما أدركوا أنه يخدعهم مرارًا وتكرارًا، اتفقوا فيما بينهم على تجاهله مهما صرخ أو طلب المساعدة.
في الليلة التالية، وبينما كان الراعي نائمًا بجانب أغنامه، استيقظ فجأة على صوت الذئب يهاجم القطيع. شعر بالخوف الشديد وأخذ يصيح بأعلى صوته يا أهل القرية ساعدوني الذئب يأكل الأغنام لكن هذه المرة، لم يستجب أحد لندائه. قالوا فيما بينهم إنه كاذب، لن نسمح له بخداعنا مجددًا. لعلّه يمل ويتوقف عن هذه التصرفات.
حاول الراعي أن يواجه الذئب بمفرده ويدافع عن أغنامه، لكنه لم يتمكن من ذلك، وخسر جزءًا كبيرًا من قطيعه. التهم الذئب جميع الأغنام، وجلس الراعي الكاذب وحده يبكي بحسرة وندم، يعاتب نفسه على كذبه الذي أدى إلى خسارة قطيعه وعجزه عن حمايته. في صباح اليوم التالي، جاء أهل القرية إلى الراعي ليجدوه غارقًا في دموعه، وحوله قطيعه الذي لم يتبقَ منه شيء.
تعجبوا مما رأوا وسألوه عمّا حدث. فروى لهم القصة وهو يفيض بالندم والأسف، معترفًا بخطئه الكبير. شعر أهل القرية بالحزن على الأغنام، لكنهم قالوا له: لقد حذرناك من قبل، وطلبنا منك أن تترك الكذب. هذه الخسارة المؤلمة يجب أن تكون درسًا لك.
رد الراعي والدموع تملأ عينيه لقد تعلمت درسي. خسرت كل شيء بسبب كذبي. أعدكم أنني لن أكذب أبدًا بعد الآن.
تحمل هذه القصة عبرة عميقة عن عواقب الكذب. الكذب، مهما كانت غايته، يؤدي إلى فقدان الثقة، ولن يصدقك أحد طالما أنك كاذب. الصدق هو الأساس الذي تبنى عليه العلاقات والثقة بين الناس.
كان يا ما كان، في قديم الزمان، كان هناك ماعزان الأول أبيض اللون والثاني أسود. كانا يعيشان في منزلين متجاورين في قرية جميلة مليئة بالأشجار والأعشاب الخضراء. لكن على الرغم من قربهما، لم يكونا صديقين أبدًا، بل كانا دائمًا يتشاجران، وكل واحد منهما يريد أن يتفوق على الآخر ويفوز عليه في كل شيء.
قصة قبل النوم الصيصان السبعة
قصة الصيصان السبعة |
كان يا مكان، كانت هناك دجاجة تعيش مع صيصانها السبعة في منزل صغير ودافئ. وفي أحد الأيام، قررت الأم الخروج إلى السوق لجلب الطعام لصغارها. وقبل أن تغادر، جمعتهم حولها وحذرتهم قائلة إياكم أن تفتحوا الباب لأي أحد في غيابي ابقوا داخل المنزل، ولا تخرجوا أبدًا، فالذئب الماكر يتجول في الجوار.
أكدت عليهم ضرورة إغلاق الباب بإحكام، ثم غادرت مطمئنة بعد أن كررت نصيحتها، تاركة صيصانها الصغار يتذكرون كلماتها بحذر.خرجت الأم من المنزل، تاركة أطفالها الصغار يلعبون داخله. لكن الذئب كان يراقب المشهد، فرأى الدجاجة تغادر المنزل وحيدة دون صغارها. فقال لنفسه يا سلام هذا هو الوقت المثالي لملء معدتي بهؤلاء الصيصان الصغار.
توجه الذئب إلى المنزل وبدأ يطرق الباب قائلا أنا والدتكم لقد عدت، افتحوا الباب.
اجتمع الصيصان الصغار وهم يرتجفون من الخوف، وقال أحدهم هذا ليس صوت والدتنا، إنه الذئب الكاذب ثم صاحوا جميعًا ابتعد من هنا أنت لست والدتنا، صوت أمنا ناعم، وصوتك خشن.
فكر الذئب قليلاً وقال لنفسه لقد أخطأت باستخدام صوتي الحقيقي، يجب أن أقلد صوت الدجاجة. عاد إلى الباب مرة أخرى وبدأ يتحدث بصوت ناعم قائلاً أنا ماما، افتحوا الباب.
كاد الصيصان أن يفتحوا الباب، لكن بينهم كان هناك صوص أكثر ذكاءً من إخوته، فقال لهم انتظروا! علينا أن نتأكد أولا. سأتحقق من ثقب المفتاح.
نظر الصوص من ثقب المفتاح، فرأى شيئًا أسود، فقال بصوت حازم اذهب من هنا أنت لست والدتنا، يد أمي بيضاء، ويدك سوداء
ابتعد الذئب غاضبا وهو يتمتم لنفسه يا لهم من صيصان أذكياء عليّ أن أجد طريقة لخداعهم. وبعد تفكير قال سأغطي جسدي بالطحين لأبدو أبيض اللون مثل والدتهم.
وبالفعل، قام الذئب بتغطية جسده بالكامل بالطحين، وعاد إلى منزل الصيصان. طرق الباب مجددًا، وبدأ يتحدث بصوت ناعم قائلاً افتحوا الباب، أنا ماما لقد عدت ومعي طعام لذيذ لكم.
تجمع الصيصان حول الباب مرة أخرى، ونظروا من خلال ثقب المفتاح. هذه المرة، رأوا جسدًا أبيض، فظنوا أنها والدتهم. صاح أحدهم لا بد أنها ماما وقرروا فتح الباب.
نجح الذئب بخداع الصيصان هذه المرة، لكن الصوص الذكي كان أذكى من مكائد الذئب. وقف بحزم أمام الباب، يمنع إخوته من فتحه، وهو يصرخ لا تفتحوا لا تفتحوا لو كانت والوالده، لفتحت الباب بنفسها،هي من تملك مفتاح لوحدها.
وفي تلك اللحظة، عادت الأم إلى المنزل ورأت الذئب يقف أمام الباب. صاحت بأعلى صوتها تستنجد بأهل القرية أنقذوني أنقذوني هرع أهل القرية إلى المكان، وعندما شعر الذئب بالخطر، هرب مسرعًا بعيدًا.
بعدها فتحت الأم الباب، وعانقت صغارها بشدة. أخبروها بما حدث، فشعرت بالفخر والسعادة لتصرف الصوص الذكي الذي حمى إخوته بشجاعته وذكائه. شكرت الأم الصوص الصغير وقالت لهم جميعًا عليكم دائما أن تكونوا حذرين وأذكياء، ولا تتسرعوا في اتخاذ أي قرار قبل التفكير جيدًا.
تحمل هذه القصة درسًا مهمًا عن أهمية التصرف بحكمة وذكاء، وضرورة الالتزام بتعليمات الوالدين لحماية أنفسنا من الأخطار.
قصة التعلب وبستان لعنب
قصة الثعلب في البستان |
كان يا مكان، في أحد الحقول الجميلة، كان هناك ثعلب جائع يبحث عن طعام يسد جوعه. وبينما يتجول بين الحقول والبساتين، لمح حقلًا مليئا بعناقيد العنب المتدلية، وكانت العناقيد تبدو شهية للغاية، بألوانها اللامعة التي جذبت انتباهه.
اقترب الثعلب وحاول قطف العنب بالقفز عاليًا. قفز مرة، ثم ثانية، لكن العناقيد كانت بعيدة عن متناول يده. بعد عدة محاولات فاشلة، استسلم وقال لنفسه بالتأكيد هذا العنب حامض وغير لذيذ، لا أريده. وعاد إلى منزله جائعا.
في المساء، أخبر والده بما حدث، وبدأ يصف له جمال العناقيد وروعتها، لكنه حاول تبرير استسلامه بالقول إنها لم تكن ناضجة. إستاء الوالد وقال له لم يكن عليك الاستسلام بكل هاذي السهولة. غدًا، اذهب مجددا وفكر بطريقة ذكية لقطف العنب. بعد ذلك ستعرف إن كان حلوا أم حامضا.
في صباح اليوم التالي، استمع الثعلب لنصيحة والده وعاد إلى الحقل. قفز مرة أخرى لكنه لم يصل للعناقيد. جلس قليلا يفكر، ثم لمح طاولة قريبة في الجانب الآخر من الحقل. قفز فوق الطاولة، ومنها قفز عاليًا حتى وصل أخيرًا إلى العناقيد.
قطف أحد العناقيد وتذوقه، فكانت حلاوته مذهلة شعر بسعادة غامرة وقال يا ليتني لم أتسرع أمس وأحكم عليه دون تجربته. شكرًا لك يا أبي على نصيحتك، سأقطف لك اليوم قطفًا كبيرًا لتتذوقه معي.
العبرة من القصة الصبر والتفكير الإبداعي يمكن أن يقوداك إلى النجاح، فلا تستسلم سريعًا، ولا تحكم على الأمور قبل أن تجربها بنفسك.
قصة الولد الكسلان
كان هناك طفل يعاني من كسل شديد، يستيقظ كل صباح ببطء ويستغرق وقتًا طويلًا لمغادرة سريره. تضطر والدته إلى الوقوف فوق رأسه تصرخ وتحثه على النهوض، لكنه كان بالكاد ينهض لينتقل إلى مكان آخر ويستلقي مجددًا. استمر الحال على هذا المنوال يومًا بعد يوم. لم يكن يهتم بمظهره ولا يكلف نفسه عناء تبديل ملابسه، وبسبب كسله المفرط، لم يكن لديه أصدقاء يلعب معهم.
في أحد الأيام، خرجت عائلته في نزهة وتركوه وحده في المنزل بعدما تأخر في النوم ولم يستطيعوا انتظاره أكثر. قررت والدته معاقبته ليتعلم تحمل مسؤولية تصرفاته. وبينما كان يجلس وحيدا في غرفة المعيشة يشاهد التلفاز، لفت انتباهه من خلال النافذة شجرة التفاح في الحديقة، وكانت ممتلئة بالثمار الحمراء والصفراء الشهية.
تحمس أخيرا للخروج وأراد أن يتذوق إحدى تلك التفاحات اللذيذة، لكن كسله المعتاد منعه من تسلق الشجرة لقطف واحدة. بدلًا من ذلك، قرر الاستلقاء تحت الشجرة منتظرًا سقوط التفاحة من تلقاء نفسها. جلس وانتظر طويلا، لكن لم تسقط أي تفاحة، وبقي جائعًا طوال اليوم.
هذه التجربة علمته درسا مهمًا الكسل لا يؤدي إلا إلى مزيد من الخسارة. إذا أردت شيئًا، فعليك السعي والعمل لتحقيقه، لأن الانتظار وحده لن يغير شيئًا.
قصة قصيره قبل النوم الكلب الطماع
في إحدى القرى الجميلة المليئة بالخضرة، كان هناك كلب صغير يقضي أيامه بالتجول في أنحاء القرية بحثا عن الطعام. كان يتسلق الهضاب، يعبر الأنهار، ويمشي بين المنازل حتى يجد شيئًا يأكله، ليعود بعد ذلك إلى منزله سعيدا.
ذات يوم، عثر الكلب على عظمة كبيرة مغطاة ببعض اللحم الطري. التقطها بسرعة بين أسنانه وقرر أن يأخذها معه ليأكلها في منزله. أثناء عودته، وبينما كان يعبر النهر، لاحظ كلبًا آخر يحمل طعامًا في فمه. لم يقاوم الكلب الطماع فكرة الحصول على المزيد من الطعام، فقرر أن يأخذ ما مع الكلب الآخر. لكنه، بمجرد أن فتح فمه للهجوم، سقطت عظمته في النهر وغرقت في الماء.
هرب الكلب الآخر مسرعا واختفى عن الأنظار، تاركا الكلب الطماع جائعا وحزينا. عاد إلى منزله نادمًا على طمعه، وتعلم درسا قيما لن ينساه أبدا أن يرضى بما لديه وألا يحاول أخذ ما ليس له.
قصة الغراب العطشان
في أحد الأيام، كان هناك غراب يحلق عاليا في السماء، طائرا لمسافات طويلة فوق غابات خضراء مترامية الأطراف. كان يستمتع بمنظر الطبيعة الخلابة تحت جناحيه، لكن مع استمرار الرحلة وحرارة الشمس الحارقة، شعر الغراب بعطش شديد. بدأ يبحث بعينيه في أرجاء الغابات عن أي مصدر للماء يروي به عطشه.
هبط بين الأشجار، يتنقل من مكان لآخر، حتى لمح من بعيد شيا يلمع. طار مسرعا نحوه ليكتشف أنه وعاء يحتوي على ماء. فرح الغراب كثيرا، لكن سرعان ما تبددت فرحته عندما أدرك أن منقاره القصير لا يمكنه من الوصول إلى الماء داخل الوعاء.
جلس يفكر في حل، يتأمل محيطه، ولاحظ وجود حجرات صغيرة على الأرض. جاءت له فكرة ذكية بدأ يلتقط الحجارة واحدة تلو الأخرى بمنقاره، ويضعها في الوعاء. شيئا فشيئا، ارتفع مستوى الماء حتى أصبح في متناول منقاره. شرب الغراب بنهم حتى ارتوى تمامًا. هذه التجربة علمت الغراب درسًا مهمًا بالصبر والإبداع يمكننا تجاوز أصعب التحديات وتحقيق ما نريد.